الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

ذاكرة الجسد وشخص ما

أقتبس القليل من رواية ذاكرة الجسد " أحلام مستغنامي"



وأكثر من جهاز هوائي على السطوح, يقف مقابلا المآذن يرصد القنوات الأجنبية، التي تقدم لك كل ليله على شاشة تلفزيونك, أكثر من طريقه _عصريه_ لأكل التفاح !

أكتفي بابتلاع ريقي فقط .



كيف أنا؟

أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنتِ ؟

يا امرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ تدريجيا , ملامح مدينه وتضاريس وطن .

وإذا بي اسكنها في غفلة من الزمن, وكأنني اسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين .

كيف حالك؟

يا شجرة توت تلبس الحداد وراثيا كل موسم .

يا قسنطينية الأثواب ....

يا قسنطينية الحب ... والأفراح والأحزان والأحباب .. أجيبي أين تكونين الآن؟ .

ها هي ذي قسنطينه ...

باردة الأطراف والأقدام. محمومة الشفاه, مجنونة الأطوار .

ها هي ذي .. كم تشبهينها اليوم أيضا ... لو تدرين !



"تعوّد على اعتبار الأشياء العادية .. أشياء يمكن أن تحدث أيضاً " .

كان مارسيل بانيول يقول:

"تعوّد على اعتبار الأشياء العادية .. أشياء يمكن أن تحدث أيضاً " .

أليس الموت في النهاية شيئا عاديا. تماما كالميلاد, والحب, والزاج, والمرض, والشيخوخة, والغربة والجنون, وأشياء أخرى ؟


فما أطول قائمة الأشياء العادية التي نتوقعها فوق العادة, حتى تحدث. والتي نعتقد أنها لا تحدث سوى للآخرين, وأن الحياة لسبب أو لآخر ستوفر علينا كثيرا منها, حتى نجد أنفسنا يوما أمامها .

عندما ابحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقاً. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ. لأنَّني كنت اجهل وقتها أن الأشياء غير العادية, قد تجر معها أيضا كثيرا من الأشياء العادية .



"يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلم النطق، وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق