الخميس، 23 سبتمبر 2010

السماء بعيدة كالأحلام

السماء بعيدة كالأحلام

والأرض هشّة

ورائحة التراب موت

دون مطر

سنوات تقتل الأحلام

بعضٍ من الأمل للعيش

طير يهدّي على كتفي

لا أعرف أسمه..

أعطني الأمل يا أنت

وأملأ قلبي الهشّ بالسلام

كم مطرقة ستضربنا لنحيا

وعلى كم صليب سَنُعلق

لِنتقن حركات طفل

عندما تبتلع الأرض كل شيء

تقتل الأطفال

في قمر ممتلئ يموت طفل

يا قمراً للعشق اتركنا

نحن لسنا نحبك أنت

ربما نحتاج أوتار كمان

وقلب أبيض

ولسان أنثى

وكأس نبيذ لننساك

لننسى الألم وننساك

لنملاً نصف الفراغ

ونجعل من الحب ضوء

أأحب التراب أم الماء؟

أنا من ماء!

ماء أبي في لحظة متعة

وماء بحر أحبه دون شيء

البحر شيء آخر

مليء متكامل

شاطئ

أمواج

زبَد

أسماك

مِلح

تراب

وعروسة بحر واحدة!.

كل البحر ليّ في نيسان

أمطري ماءاً وحباً يا غيوم

واتركيني هشاً مثل غيمة

ودعيني أموت بسيف روّمي

تبكيني النساء وتنساني النساء

أيها الإنسان كم أنت هشّ

تكون في القلوب صافياً كدمعة

وتُنسى بأقصى الدموع

تُخلق من ماء

وتوّدع بقطرات مالحة!.

دثروني بالبحر

واجعلوا رفات الأطفال بحار!.

كم متّنا وكم سنموت في البداية

يا شبابي المليء بالأسى

يا دمع أمي

ودّعني في نيسان

عندما تتفتح الأزهار

وتأتي رياح اللّذة

سنعود هنا وهاهنا

حتماً يا وطن إنّا لمنتصرون!.

الأحد، 19 سبتمبر 2010

رسالة إلى شهيد

رسالة إلى شهيد

عيونك إلى السماء ترتفع

صوتك مع الله انتهى

كنت قبل عامٍ تنام في الوحل

وتدعوا السماء للرحيل الأخير

الوطن لم يكُ إلا مقبرتك

والحب لم تعطيه إلا للبندقية

قاوم وقاوم... بندقيتك للعدو دون غيره

كم من مساءٍ لموتٍ واحد

الحب والحياة دون وطن بائسات

كخبزٍ جاف, لا طعم له

تركت الحب واخترت الشهادة

كل ما في الأرض لك عندما تموت

استيقظ وأخبرنا, هل وجدت حلمك!.

هل تلاقت عيونك مع الشهداء؟

حتى الأحلام ضاقت بنا

فأصبحنا نحلم ببعد الموت

نمّ مرتاحاً, فكل نزوات الإنس تُغفر للشهداء

يغفرها الوطن... لا حياة بعد حياتك!.

الشهيد لا يحلم إلا بجنّة الشهداء

الأرض التي احتضنتك جنّتك

نم مرتاحاً في أرضك

فقد مُتّ في الأرضِ

كجورية تغرس الأشواك في قاطفها

من مات شهيداً لن يموت

فقد مُنح أطول الأعمار

لقد خلدّه الشِعر في أيلول

في كل المعارك والأشهر الحزينة

الشمس أشرقت بعدك حزينة

دموع أمك تبكيك دما هذا المساءً

في كل قطرة دم منك ينهض ثائر

يحمل بندقيته على أكتافه

ويغرس أنيابه في بني صهيون

نامت روحك بالسكينة يا شهيد

إلى الشهيد : محمود نصير في ذكرى إستشهاده

السبت، 4 سبتمبر 2010

عِطر وبارود

عينان في وجه السماء

تتأملان وجه الله

صمتٌ يخيم على الجبل

والوطن ينثر دخانه

على الساهرين في أزقة الشوارع

سؤال سؤالين

يكفيان لتمّر موجةٌ على القلب

جواب جوابين

يكفيان لانتشار زبد البحرعلى شفتيكِ

قلب لم تطأه سوى شهوتين

شهوة الأنثى والبندقية

رصاصة عشق تكفي لقتل قلب

الهواء ينقل الحب وصوت الرصاص

والحب لم يعد إلا أصوات رصاص

وعلى حافة القبر انتشر ورد الياسمين

يأكله حمار الحكمة المنسي

الهواء كان وكنت أنا

ولأني أنا... اخترتكِ مع الوطن

أمتزج رائحة جسدك برائحة الموت

صوتكِ الهوائي يغني لموتي

وموتي ينتظر شجنك ودموعك النديّة

كم مر من العمر دون أن يمضي أحدنا

أو يستوقفنا الزمان في المكان

سآتي لأسأل لا لأجيب

الأجوبة أم الأسئلة

ما لم تعلم هو بداية الحب والحرب

وكم هواني الحب إليكِ

وكم هوتني البندقية

عشرون سنةٍ أحيا وأموت!

انتظريني قرب خيمتك

وهيئي ليّ نبيذاً أحمر

لأشرب على مهلٍ من ما تبقى من ذاكرتي

واتركي لي حرب النسيان

قرب المقبرة

سنعيش هاهنا في المقبرة

كل المقابر معكِ ومعها

تفوق حياة السجاد الناعم

إلى عيونكِ التي تقتلني برصاصات العشق

أترك بصمات قلبي على قلبك

وأترك الصمت يقول: رب حبيبةٍ لك ليست بأنثى