الاثنين، 13 يونيو 2011

مرّ زمن طويل من الغياب, ربما لأن لا شيء يستحق الذكر هنا أو هناك, نعيشُ في الغيابِ لنسيانِ الواقع, وننتشي ونحنُ نغرق في الغيابِ كموجة, وذلك المزاج اللّعين الذي نعيشه أكثر من حياتنا, سيبقى الحب الطريق الوحيد للتوهان في الأشياء, والعزف على الاوتار, ويبقى هو محرك البنزين الذي لا ينطفئ ولا يهدأ, ولا يعمل إلا على دمك الذي سيمتصه التراب ذات يوم, ويصبحُ رملاً।
ليّ من هذه الحياةُ أشياءٌ بسيطة, كقطارٍ لم يصل بعد في وطن غاب عن التكوين لأمورٍ لا نعرفها, وليّ أيضاً محطة الإنتظار تشبه غرفتي ليلاً, وليّ أيضاً مترٌ مربع على شاطئ البحر أستطيع أن أجلس به وقتما شئت لأنظر إلى البحر كما شئتُ أيضاً, وليّ عود نُعناع تركته يغرق في فنجان الشاي صباحاً, وليّ حبة عنب واحدة في قطفٍ معلق على الدالية। ليّ أشياء تشبهني كحبة تين قاربت على النضجِ على ضوء القمر।
أنا ذلك الكوكب الذي ابتلعه الثقبِ الأسود, فغاب عن الأشياء, وغاب في الغياب।
أنا حبة القمح التي وقعت من كيس الطحين, فحملتها نملة أصغر منها, وذهبت في ثقبٍ رمليّ।
وأنا الرصاصة التي لا تقتل, وصدءت مع الزمن।
وأنا حبة التوت التي نضجت فتساقطت على الرملِ الناعم।

أنا الذي عندما لا أكتب, أصابُ في العفن, فأرشُ نفسي بمبيد الحروف, لأخثر العفن الذي ظهر على روحي।

لن أموت الآن, فهناك موعد مع الموتِ قبل عام, ولكن الموت رفض, لأنه ماهرٌ جداً في نقض الميعادِ, ويجبُ أن ينقض علينا كلما اقتربنا من الحياةِ أكثر।

لن أعيش الآن, لأن الحياةُ مازلت تقول, سآتي غداً, وليس اليوم, كلما أتى غداً, أصبح اليوم, لذا لن تأتي!

إلى صديقة,, سأحبكِ عندما أتدربُ على الحياةِ, وأشرب حصتي من النبيذِ لأستحق حبكِ।

إلى الحبِ: سأأمن بك كما يؤمن المؤمنون بالله, دون أن يروه, فلا يشعرون به, إلا كلما أقتربو من الأرضِ أكثر!

إلى صديق,, كلما ابتعدت اقتربت, وكلما اقتربت ابتعدت

إلى نفس الصديقة,, لأول مرة أفكر في مراجعة نفسي قبل أن أحبك, ربما لأني أحبك حقاً!