الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

أسئلة ملحة لرفاقي في الجبهة الشعبية ؟

أسئلة ملحة لرفاقي في الجبهة الشعبية ؟

يعزّ على أنفسنا أن ننتقد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولكن لنّ ننسى ما علمّنا إياه غسان كنفاني حيث كان ينتقد الجميع بما فيهم الجبهة، وإن انتقادنا ليس إلا مِن باب الحرص، وأنا أعرف اني لا يجب أن أقول هذه المقدمة، وذلك لأننا في حزب يتبنى الفكر الماركسي، وعلى ذلك يعلم معنى النقد البناء، الذي هو أساس في النظام الداخلي للجبهة الشعبية.

بدايةً لماذا تُصر الجبهة على البقاء في منظمة التحرير التي هي تمثل بؤرة الفساد الوطني والأخلاقي منذُ سنوات طويلة؟ وفي كل يوم نقول ستتحسن هذه المنظمة، وندعوا إلى إصلاح منظمة التحرير ولكن نرى أن الوضع يسوء ويخرج عن السيطرة، حتى وصلنا إلى التفريط في الثوابت الوطنية، وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بما يليق مع سياسات أمريكيا و"إسرائيل
". إن الإصرار على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هي كذبة نعيشها بشكلٍ يومي، والمؤسف أن الكثير قد صدق الكذبة، هل ممثل الشعب الفلسطيني هو أبو مازن وياسر عبد ربه تجار القضية الفلسطينية بدون منازع؟ هل ممثل الشعب الفلسطيني هو مَن يتنازل للصهاينة كل يوم ويوقع اتفاقيات تهين نضالنا وتتخطى دماء شهدائنا وعذاب أسرانا في سجون الإحتلال؟

ثانياً: لماذا تحوّلنا مِن الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية بشكل مباشر إلى الحل المرحلي على ال67؟ بعد سنوات طويلة من المفاوضات على هذا الحل المرحلي وصلنا إلى مستوطنات أكثر في أراضينا ومستوطنين يعتدون على أفراد وأراضي شعبنا بشكلٍ يومي، و
"إسرائيل" في كل مرة تقول أن لا هناك حل مرحلي ولن نقبل بال67، فأين وصلنا كجبهة قدمت غسان كنفاني ووديع حداد وجيفارا غزة والكثير مِن شهداءنا الأبرار الذين هم بوصلتنا التي لا يجب أن نحيد عنها، هل كان وديع حداد أو غسان كنفاني سيرضى بهذا الحل المرحلي؟ يجب على الجبهة الشعبية التراجع عن الحل المرحلي وأن تعود إلى الكفاح المُسلح كما كانت بل وأكثر، وأن الكفاح المُسلح هو الطريق لتحرير فلسطين لا أن تؤمن بحلٍ مرحلي لا طريق له ولا عنوان.

 ثالثاً: لماذا تُصرّ الجبهة الشعبية على وحدة اليسار الفلسطيني وتدخل في قائمة الوطن للجميع؟ أي وطن هو الذي للجميع؟ إن أحزاباً كفدا وغيرها مِن التنظيمات التي لا تملك جناح عسكري حتى ولا فكراً يسارياً حتى بل هي مظهر يساري بشكلٍ شكليّ لا جوهري، هل مِن الممكن أن يتحد مع الجبهة الشعبية بتاريخها النضالي الرفيع؟ حزب لم يقدم شهداء ويأتيكَ كل يوم بالملابس النظيفة والسيارات الفخمة والمناصب هل سيتحد مع جبهة الفقراء والكادحين؟ أي وحدة يسار هذه التي تضع الجبهة الشعبية مع أحزاب مُقزمة كالتي نراها على الساحة الفلسطينية؟ لا تاريخ ولا نضال ولا يسار!!!

على الجبهة أن تراجع نفسها قبل فوات الأوان، على الجبهة أن تقود الجماهير الشعبية إلى طريق واحد وهو طريق مقاومة حتى النصر ولا غير تحرير الوطن بشكلٍ كامل، هذه الجبهة التي نعرفها ونأمل أن نراها على بوّصلة شهداءنا الأكرم مِنا جميعاً.

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

حرّر عقلك


هذا العالم يمتلئ بالأسرار الخبيثة، إن الحقيقة واضحةً كوضوح الشمس، والجميع يقنع نفسه أن النهار هو الليل، فيكذب ويصدق كذبته. إن فلسطين دولةٌ مُحتلة، تم قتل وتهجير سكانها، وقد استولى أشخاص باسم الصهيونية تحت ذراع الدين على هذه الأرض، وكل مَن يدعي الإنسانية تحت مفهوم المحبة والسلام والديمقراطية وأحياناً بمفهوم الحرية يدعم قتلة استوطنوا في هذه الأرض ونحنُ مازلنا نُصفق لتلك الحرية المزعومة، ذلك السلام الذي أصبح يملك شارة القرصان. إن الخيانة أصبحت بشكلٍ علني هذه الأيام، والخيانة لم تعد خوفاً مِن المستقبل، بل خيانة لأجل الخيانة، شيءٌ مغروس في دماءهم اسمه الخيانة.
على ماذا ترقصون وعلى ماذا تضحكون على خيباتكم الكثيرة؟ على أرضٍ تحجون إليها كل عامٍ مرتين لتطهير أنفسكم مِن الخيانة، ولكنكم تدنسون أنفسكم في الخيانة أكثر لأنكم في بلدٍ داعرة، مَن يستعبد أبناء شعبه بصفته ملكاً وأحياناً يصدق نفسه بأنه يد الإله على هذه الأرض، والكل يصفق لهذا الأمير وهو يبيع دماءهم لأمريكا.. ماذا بقيَّ للعروبة؟

أنا هنا لأتخلى عن كل شيء عن عروبتي عن آمالي التي أكلتها النارُ قبل أن أولد، ليست العروبة مَن تجمعنا بل هيَّ الإنسانية، لا يهمني مَن تكون المهم أن تكون إنسان. حصلنا على ثوراتٍ عقيمة تشبه هزيمة 67، لم نجنِ غيرَ خونة أكثر. الآن يخونون سوريا، جميعهم يخونون سوريا، ودول الخليج تُطبق السياسة الأمريكية وبحذافيرها لأجل انهيار سوريا وتمرير أنابيب النفط إلى أوربا عَبر سوريا، وهنا سيتم هزيمة الروس، بما أن روسيا هيَّ المورد الرسمي للغاز لأوربا، وجزء كبير مِن إقتصادها مبني على بيع الغاز، وأمريكيا غير راضية عن صعود روسيا اقتصادياً وهيَّ تغرق بالديون. هل عرفتم القصة كلها؟
أمريكيا وأوربا مَن يدعون الإنسانية يتمنوا أن يستيقظوا ولا يروّا أي سوري على قيد الحياة أي ليس حُباً في سوريا، بل لألاعيب يروح خلفها مئات مِن الضحايا كل يوم باسم الإنسانية، ونحنُ العرب نُصفق كل يوم لمرتزقة مدعومين من أمريكيا ودول الخليج، صفقوا يا عرب صفقوا على هزائمكم المتكررة، صفقوا لأنكم ستدخلون موسوعة جينس في الغباء.
روسيا أيضاً تخاف على مصالحها، ليس حُباً في الإنسانية، بل حتى توّرد ذلك الغاز إلى أوربا وتبقى المسيطر على الإقتصاد بتحالفها مع الصين أيضاً.
لا أطلب مِنكم أن تكونوا مَع أحد، ولكن أطلب مِنكم أن تعترفوا بالحقيقة، وأن تنكروا غباء إنسانيتكم الزائفة ، وتعرفون أين هي الحقيقة، وكيف ستساهمون بنشرها والدفاع عنها باسم الإنسانية الحقيقية.

عسى أن أكون قد دغدغت عقولكم قليلاً لتصحوا مِن نظام الآلات التي تعيشون فيها، فأنتم تذهبون يميناً لأن أمريكا أرادت ذلك، وحتى إن حرقتم العلم الأمريكي سيكون بأمر أمريكا. ألن تخرجون مِن هذه الدوامة وتذهبون نحو الحرية؟ الإستعمار اليوم لم يعد بالسلاح بل باحتلال العقول.