الأحد، 8 نوفمبر 2009

ريااااااح مجنونة

لقد جننت وانتهى الأمر , لا مفر من الجنون قلتها وأنا على قمة جبل يحركني الريح ليقذف بي عن قمة الجبل لأهوي إلى الأرض , لم يكن الريح يهتم أبداً , كان يشتد لامبالياً ولا أعلم إن كان يراني أم لا ! , ليس مهماً المهم أنه يقذف بي يريد قتلي ! , لا أعلم لماذا يفعل بي ذلك , فأنا لم أفعل له شئ , هل يؤلمه وجودي في طريقه , هل يريد أقتلاعي ليعبر , أيها الريح , أيها الريح , ألا يكفيك كل هذا الكون , ألم تجد إلا أنا في طريقك لتقتلعه , ألم تعجبك الأشجار ولا جنون الرمال , ولا موج البحر الذي تتحكم في فيضانه أو هدوءه ! , أيتها الريح الشاهقة أبتعدي عني أو ساعديني لدفعة إلى الأمام , لست أريد الذهاب إلى الهاوية , بل أريد الذهاب إلى هناك حيث تسكنين .
القمر شبه مكتمل , وشئ ما يحركه , ليمشي ويمضي إلى البحر أيضاً ! , حيثما سنذهب أنا وهي ! , تعلمين أننا سنذهب إلى البحر ونسبح عراه , وكم تتمنين التنفس في الماء , أن تتنفسي غرقاً ! , قلت لكي يومها أني معك , ولن أسمح للبحر بأن يأخذكي كما أخذ الكثيرين , فإني لا أؤمن بغدر البحر أبداً , فهو صديقي وصديقكي أيضاً , كم نمت بين راحتيه والريح يحركه ليبلل وجهي ويقول لي : أستيقظ لا تنم ! , لا أعلم لماذا يريدني أن أستيقظ لا أعلم , أيتها الريح كم أزعجتني بصفير شباك غرفتي , كنتي توقظيني , أسمعك تقولي لي : قُم أيها الكسول , دعك من النوم وأدهب إليها أو إلى البحر , أيتها الريح أريد قرون من الزمن لأفهمكِ أو لأكلمكي , فأنا لست بخيميائي , أو عابر صحراء يبحث عن كنز ليلتقي بخيميائي , إنما أنا شاب يسعى للحرية والتهام شفاة فتاة أغرتني كثيراً على ضوء القمر , أريد ليلة هادئة في السرير ندفئ بعضنا ببعض الإهتزازات على سرير عابر لنقول لنقتحم صمت الريح التي تقرصنا ببعض البرودة ببعض الآهات الشهوانية التي تخرج من أفواهنا لذة , فلا يسمعنا سوى تلك الجدران وتلك الرياح المتسلّة من الشباك المفتوح , لتزيد شهوتنا وتلسعنا لنحضن بعضنا علّنا ندفئ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق