الأربعاء، 30 مايو 2012

محاولة للبحث عن الحقيقة : لا وطن إلا فلسطين

لا وطن إلا فلسطين

هل يجب أن أضحك لأثبت أنّي سعيد؟. قليلاً جداً ما أبكي، ربما كبرياءً أو إيماناً بأن الرجل لا يجب أن يبكي، لا أعلم، ولكني أضحك لكل شيء لطائرٍ حطّ على شباكِ، ولوردةٍ شارفت على الخروج من الظلام. لستُ حزيناً رغم أن كل شيء يدعوك للحزن.
أكره المتفائلين في كل شيء، حتى في الوطن، الوطن بعيد كبُعد عيون فتيات الجليل عنّا، نحتاج إلى كثير من البنادق والدم حتى نعيده، وهل في الدم تفاؤل؟، وعندما ننشد لفلسطين كل يوم ونقول أنها قريبة، وعندما نمجد أنفسنا وطنيّاً، ونقول الشعارات المتكررة بأن فلسطين ليّ وفلسطين تعيش فيّ، وكل هذا الكلام المُبتذل، هل أضفنا شيئاً جديداً للأمل؟.
مِن أين يأتي الأمل في شباب تكتب أكثر مما تقرأ؟. وهل سأرى يوماً فتاةً ستحلم بغير عريسٍ جميل؟. هل سأرى فتاةً تحلم بحرّية خارج نظام الزواج المُرتب، وتقبل أن تعيش حرةً إلى الأبد؟. أنا لا أحب الكلام المُنمّق دائماً لا في الوطن ولا في النساء.
ولهذا عندما تريد أن تصف الوطن كُنّ صادقاً واكتب شوائبه قبل أن تمدحه، ولا تتغنى في أحد غير الشهداء. فمثلاً عندما أقول أحب القدس لا يجب أن أنسى أن القدس هيّ سمّة البدن صباحاً ومساءً، ولأني أحبها لا أرغب في زيارتها وهيّ نصف إسرائيلية!، الجنود يتمشون فيها، والمتدينون الصهاينة يعتدون على أي فلسطيني يروّه حتى ولو لم يفعل شيئاً!، ولا تستغرب عندما ترى علم الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى!، فما الجميل في القدس وهي هكذا؟ سأقول الجميل في القدس هي دماء الشهيد ميلاد عيّاش ذلك الطفل الذي رفض كل ما يراه وثار على المُحتل، واختار للقدس لوّناً يليق بها هو لون الدم حتى نحررها.
ما يجعلني فرحاً وغير مكتئباً عندما أسمع بمقتل صهيوني.
ما يجعلني فرحاً هو رؤية الانتصارات على المُحتل.
وما يجعلني فرحاً هو ضحكة طفل صغير لم يرى الحياةُ بعد
وما يجعلني فرحاً هو أغنية أتت في موعدها ففتحت القلب على الحياة مِن جديد
وما يجعلني فرحاً هو أنتِ بعد أن أضحك ضحكة صادقة بعيدة عن الابتذال

كثيرة هي الأشياء التي تفرحني، ولكن التي تحزنني أكثر...
عندما ترى أبو مازن وهو يتاجر في القضية الفلسطينية، يصيبك غضب لا تسعه فلسطين بأكملها!؟.
وعندما ترى أن النضال الفلسطيني تحول إلى هتافات سلمية مِن قبل شباب يبيعون كامل الوطن لمؤسسات التطبيع.
وعندما ترى أم أسير تبكي حرقةً على ابنته التي لم يراها.
وعندما ترى أن الحرية أصبحت مجازاً وعلى الورق وفي اللعب السياسية!.
وعندما ترى أن الوطن قد تحول إلى وجبة غذاء، الأمهر هو مَن يقتطع الحصة الأكبر!.
وعندما ترى أن حماس تحوّلت مِن تنظيم يقاوم إلى تنظيم يمنعك من المقاومة ومِن إبداء رأيك في كل شيء حتى الوطن!.

وكل ما قلته باطل، هناك طريق وحيدة للفرح هيّ أن تثور على كل شيء حتى نفسك، أن تحمل وطنك كاملاً فوق أكتافك وأنتَ تبتسم، وأن تبصق كما شئت في وجه كل خائن وكل مَن يتاجر في الوطن، وتمشي رافعاً رأسك حراً، لا يوقفك إلا الجولان، فتمشي إلى تحرير الوطن، فإما أن تعيش منصوراً على الظلم، وإما أن تموت منصوراً على الموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق