السبت، 26 مارس 2011

هل مازلتِ على الدرب؟!

هل مازلتِ على الدرب!
مازلت هشاً من حبكِ مثل الزجاج المكسور, وأنتظر خفة أصابعكِ السحرية, لتعيديني إلى الحياة مرة أخرى।
مازلتُ بين الحياة والموت, أتشبثُ بالحياة عن طريق تعلقي بإحدى خصل شعركِ, فأنتِ طريق النجاة الوحيد।
أيتها الفتاة التي دوّختني كالكأس العاشر من نبيذي, أمازلتِ على الدرب؟, على ذلك الدرب الذي سلكناه وتشبتنا بالحياة لأقصى درجة, وعرفنا أن بالحياة متسعاً من الفرح, وكعادتي عندما أفرح, أدخل في دوامة لا أخرج منها।
هل مكتوب علينا أن نعيش في الشوارع الضيقة, وأن نتغطى بالبرد, وأن لا نسمع سوى صوت الأسنان وهي ترتطم ببعضها برداً, يا فتاتي الجميلة مازلتُ تعباً منذ لحظة الإنتزاع منكِ।
ها أنا أعيد شريط الحياة الجميل, أتذكر المحطات التي قضيتها معكِ, أتذكركِ وأنتِ تتدّلعين علي وتقولين
- هل تحبني؟
- أمازلتِ تشكين بحبي, أحبكِ أحبكِ
-لا أشك, ولكني أريد أن أسمعها
أتغالس عليكي وأسألكي
- قديش بتحبيني؟
- ههه أحبك قد الموجود والمش موجود
أعيش حالةً من الهذيان, ولا أشعر إلا بخفّة الأشياء, وخفة هذا الجسد الذي صار كريشة تحطُ على قلبك
يا حبيبتي يا أغلى من العسل على النحل, أمازلتِ تذكرين كل النزوات التي قضيتها معي؟
أمازلتِ تتخبطين كلما غاب عنكِ صوتي, وتقولين اشتقت لك يا ملعون
مازلت أيتها الشقية رائحة جسدك تتغلغل فيّ كالبخوّر, ومازلتُ أذكر تفاصيل جسدك الشقيّ مثلكِ, ولو كنتُ رساماً مبتدأً, لرسمته ألف مرةً في اليوم।
أنا مازلت وأنتِ؟
أنتِ التي تعرفين عنّي كل شيء, كل نزواتي, وخمري وعلاقاتي المتعددة قبلكِ وبعدكِ, وسجائري, لم أخنكِ, وكنتُ أكره كل الفتيات لأنكِ الأجمل حقاً, كنتِ معي طوال الوقت فكيف تسأليني إن كنتُ خنتكِ؟, كنت أراكِ كلما زنّ الشيطان في شهوتي, أراكِ تكشرين بوجهكِ, وأرى عيناكِ تغضب, فأبعد نظري وأضحك, فتنظر إليّ الفتاة بغضب, وأذهب।
كنتِ معي طوال الوقت, في الروايات الجميلة, وفي الطرقات الضيقة, في الجامعة المكتظة بالشباب والفتيات, في سريري وسرّي, لم تغيبي مطلقاً।
منذُ افترقنا, بدأتُ أكره نفسي, وأعيشُ في الفراغ, وأصبحتُ في حالة من الإكتئاب الدائم, أصبحتُ أشرب أكثر من أي وقتٍ مضى للنسيان, ولكن رشفات النبيذ لم تعدني إلا لكي, أمسكُ الهاتف وأحاول الإتصال, ولكنّ مازال هناك بعضٌ من التعقل حتى بعد أن أقترب من السُكّرِ।
لا أنكر أنّي انزويت بين الفتيات, وتعددت علاقاتي بعدها, ولكن دون حب, كانت علاقات عابرة, علاقات جنسية وتفريغية فقط لا غير, خالية من المشاعر, كنتُ أحاول أبحث عن فتاةٍ تشبهك, ولكني صعقتُ عندما لم أجد فتاةٌ تشبهكِ غيرك أنتِ!
أيتها الفتاة, منذُ أن شعرتُ باقترابكِ منّي كمسافر اقترب من أرض الوطن, ويقول أنا آتٍ ولكن الطريق!, المهم أن تأتي أنت, وبعدها تأتي الحياة دفعة واحدة, يأتي كل شيء كل شيء يا عزيزتي, دفعة واحدة كما قلتُ لكي!
عوّدي إلى التراب الذي منّه جئتي, عوّدي إلى الصدرٍ الذي فيّه نمّتي أجمل نوماتكِ, لا تتركي الطريق موّحش من دونك, ولا تتركي الزمن يغدرُ بنا مجدداً, افتحي قلبكِ لكل الأمكنة, واجعليه يتسع لأكثر من مدينة, فالمدن لها قلب أيضاً تستطيع أن تحتضن من يحبها, وتعطينا قليلاً من الدفءِ لنحيا مجدداً।

أنتظركِ مجدداً قرب السياج, هل تعوّدي إلى نفسكِ مجدداً؟!

هناك تعليق واحد:

  1. >> أمازلتِ تتخبطين كلما غاب عنكِ صوتي, وتقولين اشتقت لك يا ملعون

    nice expression
    :)

    ردحذف