الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

رسالة إلى حبيبي وصديقي الأسير البطل عوض

صديقي وحبيبي خلف القضبان عوض, هذه هي المرة الأولى التي أكتب عنك ربما, لم تذهب عن بالي لحظة واحدة منذ أن سرقتك سجون العهر الصهيونية, كيف أنت يا صديقي, وكيف أحلامك النائية البعيدة, كيف عيونك التي كحلها التعب, اشتقت إليك يا حبيبي, اشتقت إلى كل شيء فيك, اشتقت إلى حضنك الدافئ, ورائحة سجائرك, وهل أنسى أنك أول من علمني السجائر, وهل أنسى أنك صديق روحي, يا من أحمل همك كل الليالي أين تذهب, لما أخذوك أنت, لما سرقوك من أحضاننا جميعاُ, من حضن زوجتك, من رائحة ابنتك التي لم تراها, لم تقبلها ككل أب, يا صديقي, لقد رفضتك الحياة مراراً, قررت أن تعيش وتنسى, ولكن الأصعب يأتي الآن وغد وبعد غد, عندما أحببت فتاةً حتى التعب, بكيتها كطائر صعقته الرياح في كومة ثلج, لقد سلبها منك الموت, وجعل منك فتاتاً بعد أن كنت صخرة, في أحد الأيام ونحن جالسين على سريرك, أخبرتني كيف ودعتها عندما كنت ستموت, كنت في ساحة الموت, والرصاص يخترق كل شيء, ومصادفةً لا يخترق جسدك, اتصلت بحبيبتك وودعتها, ولكنك نجوت وهي ماتت, أتذكر يا صديقي وأنت تنقل إلي ذكريات ذاكرتك, وأنت تريني رسوماتها, وهداياها البسيطة بعد موتها, أنا لا أنسى لا أنسى. عندما قررت الوقوف وجمعت بعض أشلائك المتبعثرة في الهواء’ وقررت أن تعيش ككل الرجال, ذهبت إلى فتاة عادية, وتزوجت زواجاً تقليدياً دون حب, وقلت لها قبل أن تخطبها, في حياتي فتاةُ غيرك, أحبها وأعشقها, وماتت بين يدي في مرض السرطان, سأحبك, وسأضعك في عيني, ولكن لن أنسى حبي الأول, وستظل في ذاكرتي ما حييت. تزوجت وعندما قالت لك زوجتك أنا حامل, فرحت, وقلت أتت أنهار, وقلت سأسميها على أسم حبيبتي التي ماتت, أنهار, ولكن لم تأتي غير أنهار الحزن, قبل أن تأتي زوجتك بطفلتك, أخذك العدو الذي قاتلته لتحرير وطنك, أخذك من حضن زوجتك, إلى العتمة, إلى السجن, إلى التعذيب, لم تتفاجأ لأن الحزن قد كتب عليك, وها أنت ملقى في السجون

يا من رفضتك الحياة والموت, عندما شاركت في الحرب الأخيرة كنت فارساً شجاعاً, تذهب إلى الموت ويرفضك, تقاوم تستبسل, وعندما تكر تذهب إلى حضن أمك لتودعها قبل موتك, ولكنك لم تمت يا صديقي, في يوم ما, كنت يجب أن تنام في ساحة المعركة, وأعتذر عن كلمة نوم, لأن النوم لا يأتي وأنت تطلق الرصاص, ويُلقى عليك الفسفور الحارق, أتذكر يومها, وأنت تقول لي, أشعر أني سأموت اليوم, إنه يومي الأخير, اتذكر كيف كاد الصاروخ أن يمزقك فمزق صديقك فحملته على كتفاك مغامراً ونجوت أنت ومات هو!, صديقي كم تحملت العذاب والآلام ولم يأتك يوماً سعيداً, روحي معك يا صديقي, أبدية الألم, ما أقسى الحياة لولا فسحة أمل!.

هناك تعليقان (2):