الجمعة، 14 سبتمبر 2012

حرّر عقلك


هذا العالم يمتلئ بالأسرار الخبيثة، إن الحقيقة واضحةً كوضوح الشمس، والجميع يقنع نفسه أن النهار هو الليل، فيكذب ويصدق كذبته. إن فلسطين دولةٌ مُحتلة، تم قتل وتهجير سكانها، وقد استولى أشخاص باسم الصهيونية تحت ذراع الدين على هذه الأرض، وكل مَن يدعي الإنسانية تحت مفهوم المحبة والسلام والديمقراطية وأحياناً بمفهوم الحرية يدعم قتلة استوطنوا في هذه الأرض ونحنُ مازلنا نُصفق لتلك الحرية المزعومة، ذلك السلام الذي أصبح يملك شارة القرصان. إن الخيانة أصبحت بشكلٍ علني هذه الأيام، والخيانة لم تعد خوفاً مِن المستقبل، بل خيانة لأجل الخيانة، شيءٌ مغروس في دماءهم اسمه الخيانة.
على ماذا ترقصون وعلى ماذا تضحكون على خيباتكم الكثيرة؟ على أرضٍ تحجون إليها كل عامٍ مرتين لتطهير أنفسكم مِن الخيانة، ولكنكم تدنسون أنفسكم في الخيانة أكثر لأنكم في بلدٍ داعرة، مَن يستعبد أبناء شعبه بصفته ملكاً وأحياناً يصدق نفسه بأنه يد الإله على هذه الأرض، والكل يصفق لهذا الأمير وهو يبيع دماءهم لأمريكا.. ماذا بقيَّ للعروبة؟

أنا هنا لأتخلى عن كل شيء عن عروبتي عن آمالي التي أكلتها النارُ قبل أن أولد، ليست العروبة مَن تجمعنا بل هيَّ الإنسانية، لا يهمني مَن تكون المهم أن تكون إنسان. حصلنا على ثوراتٍ عقيمة تشبه هزيمة 67، لم نجنِ غيرَ خونة أكثر. الآن يخونون سوريا، جميعهم يخونون سوريا، ودول الخليج تُطبق السياسة الأمريكية وبحذافيرها لأجل انهيار سوريا وتمرير أنابيب النفط إلى أوربا عَبر سوريا، وهنا سيتم هزيمة الروس، بما أن روسيا هيَّ المورد الرسمي للغاز لأوربا، وجزء كبير مِن إقتصادها مبني على بيع الغاز، وأمريكيا غير راضية عن صعود روسيا اقتصادياً وهيَّ تغرق بالديون. هل عرفتم القصة كلها؟
أمريكيا وأوربا مَن يدعون الإنسانية يتمنوا أن يستيقظوا ولا يروّا أي سوري على قيد الحياة أي ليس حُباً في سوريا، بل لألاعيب يروح خلفها مئات مِن الضحايا كل يوم باسم الإنسانية، ونحنُ العرب نُصفق كل يوم لمرتزقة مدعومين من أمريكيا ودول الخليج، صفقوا يا عرب صفقوا على هزائمكم المتكررة، صفقوا لأنكم ستدخلون موسوعة جينس في الغباء.
روسيا أيضاً تخاف على مصالحها، ليس حُباً في الإنسانية، بل حتى توّرد ذلك الغاز إلى أوربا وتبقى المسيطر على الإقتصاد بتحالفها مع الصين أيضاً.
لا أطلب مِنكم أن تكونوا مَع أحد، ولكن أطلب مِنكم أن تعترفوا بالحقيقة، وأن تنكروا غباء إنسانيتكم الزائفة ، وتعرفون أين هي الحقيقة، وكيف ستساهمون بنشرها والدفاع عنها باسم الإنسانية الحقيقية.

عسى أن أكون قد دغدغت عقولكم قليلاً لتصحوا مِن نظام الآلات التي تعيشون فيها، فأنتم تذهبون يميناً لأن أمريكا أرادت ذلك، وحتى إن حرقتم العلم الأمريكي سيكون بأمر أمريكا. ألن تخرجون مِن هذه الدوامة وتذهبون نحو الحرية؟ الإستعمار اليوم لم يعد بالسلاح بل باحتلال العقول.

هناك تعليق واحد: