الكل تابع قضية فلسطين الجديدة " استحقاق أيلول", وترقبها بشغف, وربما بقي أمام التلفاز أكثر من أي شيء آخر, وربما البعض يتساءل عن رأيي الشخصي في ما يسمى بالدولة الجديدة।
استحقاق أيلول هو برأيي ليس استحقاق بل حق لنا في أرضنا التي سلبت منا على مدى ثلاثة وستون عاماً من النضال, ذهب أبو مازن إلى الأمم المتحدة يطالب بدولة على حدود ال67 كحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي, هناك الكثير رأى أن ذلك شيئاً جيداً, ربما لأن الوضع الراهن أصابهم بملل ويأس وإحباط, فأصبحو ينتظرون أي حل يخلصهم من هذا الفقر والشقاء المزمن, ولكن لم يفكرو جيداً أن دولة على حدود ال67 كحل نهائي, والمطالبة بدولة بشكل دائم, هو تخلي عن78% من دولة فلسطين, وستغلق قضية اللاجئين, لأن فلسطين الجديدة, لن تقبل أعداداً أخرى بهذه الدولة الصغيرة, فحديث أبو مازن عن اللاجئين, ليس إلا مسكناً, سنعلم مدى خطورته في الوقت القريب, بعد أن يضيع منا كل شيء।
هناك كثير من الأشخاص لم يفهمو أن مفهوم الدولة هو موضوع دائم, ولن يُسمح لنا المطالبة بشبر من فلسطين التي نعرفها بعد الآن!।
وخلال الخطاب, أبو مازن طرح موضوعاً في غاية الخطورة, وهو التعايش مع الإسرائلين ومد السلام لهم, هناك الكثير ممن لم يعيرو اعتباراً لهذه القضية, وقالو أن أبو مازن ليس بالجديد عليه أن يقول ذلك, والمهم هو الفكرة, هنا تكمّن الفكرة أيها الأعزاء, إن موافقتنا على التعايش ومد السلام لهم, هو أن نغفر لهم عن خساراتنا المتتالية, من أرض ودماء وشهداء, وأن نسامحهم فيما سلبوه منا, بقوة السلاح ومنهج القتل الدامي, والذي تعرضنا له على طول الفترة التي تم احتلالنا فيها, فكيف نغفر لهم مجزرة دير ياسين؟, وكيف نغفر لهم حرب غزة الأخيرة؟ وكيف نتخلى عن يافا وعكا وحيفا وجميع المدن الفلسطينية المحتلة بكل هذه السهولة؟।
هل تعبتم من الإنتظار, ومن كثرة الحروب؟, كما قال الحكيم يوماً " على قصيري النفس أن يتنحو جانباً", فمازال الكثير يحافظ على الثوابت ويرفض المساومة, وأولهم أسرانا في سجون الإحتلال الغاشم, فكيف نقول لهم أخرجو مهزومين, في خريطة جديدة؟
موضوع آخر, وهو مشروع المقاومة السلمية الجديد!, لا يوجد شخص محافظ على الثوابت يرفض المقاومة السلمية, ولكن لا يمّكن أن يتخلى أبداً عن مشروع المقاومة المسلحة, ويقول أن الشهداء فشلو!।
لقد بدأت أرى في هذه الأيام وجود عدد لا بأس به من الشباب, يرفضون أي نوع من المقاومة المسلحة, وينادون على العلّن بالمقاومة السلمية فقط, كيف نقاوم فقط بشكل سلمي, هل سنحرر وطننا فقط بالهتافات؟, أم أن الوطن عندكم هو22% من أرضنا الحقيقية؟
كما نسمي المقاومة المسلحة دون هدف ودون معنى هي عشوائية لا معنى لها, نرفض أيضاً المقاومة السلمية وحدها أيضاً।
المقاومة بمفهومها السليم والاستراتيجي هي:
أن تشمل جميع أنواع المقاومة السلمية والمسلحة والسياسية والأدبية, وجلب التعاطف الدولي, كل هذا هو مشروع يقاوم الإغتصاب الذي حدث لأرضنا من قبل المحتل।
ويجب أن تكون المقاومة وفق أسس واستراتجية, وعلى توافق وطني وموحد, فيجب أن نعلم متى نمارس المقاومة المسلحة ومتى نمارس المقاومة السلمية, وكيف ولماذا, وكل تلك الأسئلة...
ولكن أن نبقى مشتتين كما كنا, وكما الآن, تلك هي الخطيئة الكبرى, التي جعلت الكثيرين لا يعتبرون المقاومة المسلحة إنجازاً وطنياً।
يجب أن نضع الوطن أولوية كبرى, بعيداً عن المصالح, وأن يكون للمقاومين مرجعية سياسية ثابتة وموحدة।
وهذا ما رفض أبو مازن الحديث عنه, يكتفي بالمقاومة السلمية, ويلحقه الكثير من الشباب بهذا المصطلح الإنهزامي الخطير।
أن يعلم العالم جرائم الإحتلال وانتهاكه لحقوقنا, واغتصابه لأرضنا لا يكون عبّرَ الخطابات فقط, بل عن طريق بناء أسس إعلامية سليمة, تسعى لنشر جميع الحقائق إلى كافة شعوب العالم, ولكن ما لاحظناه من وزارة الإعلام في رام الله أو غزة, هو المزيد من الإنقسام, والسب والشتم على الحكومة الأخرى, فلا يوجد إعلام موحد, يفضح جرائم الاحتلال, بل أن الجميع يغني على ليلاه, وكيف يصطاد أخطاء الآخر, وكيف يجد الشتيمة المناسبة للطرف الآخر।
فكيف إذا كان تلفزيون فلسطين, الذي لم يكتفي من السب على حركة حماس وحكومة حماس, أن ينشر الاعتداءات من قبل المستوطنين على أهالينا في الضفة الغربية, وكيف ينشر تلفاز الأقصى شيئاً وطنيناً, يقدمه للعالم, وهو لا يكتفي إلا بإتهام السلطة بالاعتقال, ويشتمهم على الملأ।
فكيف سينظر لنا العالم؟, فكان يجب أن يتم وضع خطة إعلامية, لتوصيل رسالتنا لكل شخص في العالم بكافة الطرق الإعلامية المتاحة, وتوحيد النظرة الإعلامية الوطنية, في كافة أنحاء الوطن, لنخرج برسالة إعلامية, تجعل جميع دول العالم, تنظر إلينا نظرة إيجابية, ويعترفون بحقنا في وطننا كامل التراب।
العودة إلى المفاوضات!, كيف نعود إلى ما فشلنا به؟ وعلى ماذا نفاوض, هل نفاوض على دولتنا الصغيرة أيضاً؟ للأسف كلما تحركنا نقطة إلى الأمام, رجعنا إلى نقطة الصفر, لنمارس الفشل نفسه।
كما قلتُ لكم هناك الكثير من الأخطاء, التي نمارسها, وتجعلنا نحارب هذا المشروع على هذه الصورة, والأولى أن نرتب وضعنا الفلسطيني, ونخرج برئية واضحة الهدف والمضمون, موحدة الخطى, نستطيع أن نبني عليها مشاريعنا القادمة, أو دولة مؤقتة, حتى إنهاء الإحتلال, والعودة إلى كامل تراب الوطن, ونحنُ أحرار.